30 - 06 - 2025

مدينتى الفاضلة | محدش يصوت..عشان الوزيرين بيزعل !!

مدينتى الفاضلة | محدش يصوت..عشان الوزيرين بيزعل !!

حقيقي كفاية.. كفاية إعلام خايف يشوف، ولو شاف خايف يقول، ولو قال هيكدبوه لأن الحقائق مٌغلًفة أو ممنوعة عن الإعلام! نعيش إعلاما مضطرا إما أن يسير بعكاز التصريحات، أو يحسس.. على أمل أن الحدق يفهم، ربما يلحق نفسه!! نعيش إعلاما لو صمت يلعنه الشعب، ولو تكلم تكذبه الحكومة.. والحل! إعلام خارج السيرك وملاعب الأهداف.. إعلام وطني بصير، يميز الحق من الباطل لتنبيه الفاعل والمفعول به.. وعلى كليهما تحمل مسئوليته.

   أكتب عن توابع آخر أبشع جرائم الفساد بالأمس، الفساد قتل 18 طفلة وشابة مصرية، هن قرويات متميزات علما وجمالا!! ألقاهن جثثا وأشلاء على أسفلت فساده، وأسرع بإيداعهن تلاجات مستشفيات مكتظة جثثا، ومخبرين!! الفساد استدعى الأهالى ليس لوداع البنات، لكن لتستيف الأوراق في المشرحة!! لرفع اسم الضحية على إسعاف توصيلها للمدافن!!

المذهل هو رد فعل الحكومة!! لا أعلنت حدادا رسميا لحين تلقي العزاء في ضحاياها.. ولا نكست علم إنجازاتها كام ساعة لحين انصراف معزين محافظ المنوفية وفض سرادق كبار رجال محافظته!! ولا أغلقت محور الموت لحين تغيير مسار منحنيات الموت!!

 والمثير لسخرية القدر، أن محافظة المنوفية عاشت المدللة المرفهة، لأنها منشأ كل رؤساء جمهوريتنا!! يحبوا يقضوا العيد هناك في قصورهم، يدبحوا ويسمعوا الأهالي- عزوتهم وناخبيهم- يفرحوا ويفرحوهم.. كيف تبدل الطريق إليها إلى طريق الموت الفعلى والرمزى!!

والمؤسف.. أن "طريق الموت " الاقليمي محسوب في عمر الطرق شابا عفيا!! كلفنا من قوتنا مئات ملايين قبل افتتاحه منذ سبع سنوات.. تكلفة قيمتها أقل جدا مما قدمه الشعب للاقليمى من أضاحي بشرية آخرها عرائس وحوريات !! لماذا؟ لأن مياه أمطارنا – النادرة - كشفت فسادا في تنفيذه، نتج عنه التغابي عن السير العكسي !! لا مراقبة ولا تجريم لأن أغلب الحوادث تنتهي بموت السائق!!

 المحزن أن وزير النقل يعلم، والحكومة تعلم.. وبعد كل حادثة يغلق الملف بتأشيرة عٌلم ويؤجل!! ربما تجنبا لفتح ملف الكباري!!

أما المحزن جدا.. فهو تفاصيل حادث اغتيال الفساد لبنات حصاد العنب.. علمنا الخبر من تداوله حيا على وسائل تواصل اجتماعي ظلت في بث مباشر طوال اليوم.. موبايلات الأهالي ظلت بديلا لتليفزيوننا الكاره لأي نكد خارج غزة وإسرائيل!! فبدا أنه نكد موجه لقمع الشكوى وشحن صبر المصريين!

والمرعب هو انفعال وزير الوزارتين.. وهو إعلان المرور عجزه عن حمايتنا ولو في شارعنا، لأن برشمة السواق في مصر بنعرفها بعد الحادثة!! والمرعب أن المزرعة - وكل المزارع الخفية - التي تخالف قانون عمالة الأطفال وعمال اليومية هي خارج الرقابة منذ سنوات!! لماذا نحن متحضرون " نظريا" بوجود مجلس وقوانين حماية طفولة وأمومة..وعمليا فإن ضحايا الجرائم هم محررو البلاغات!! 

انخلعت قلوبنا من مشاهد حية بالغة القسوة والحزن.. والتهب غضبنا من فيديوهات للتغييب والترند  أعدها موظفون على مهل!! أغاني شهداء الجيش الوطنية الداعمة للإيمان، لا تجوز مع شهداء الفساد.. أغنية " اللى حصل ده له ثواب عظيم/ والليلة شهدا وتكريم/  بص عالسما بتزغردلك/ وملايكة ف فرحك ومعازيم!! أو أغنية " سلم عالشهدا اللي معاك/ سلم لي على كل اللى معاك/ عمرك كان تمن الحرية/ لكن بلدك مش ناسياك ؟!!" معقول انحدر التعليم الى هذا الدرك!! وانحدر احترام عقول الشعب، واستبدل الترهيب الدينى بالتحريف لتغييب العقول.. تااااني!! 

 لن ننسي مشهد اصطفاف الصناديق الفارغة انتظارا للجثامين القادمة في طابور سيارات إسعاف المدافن.. سائقوها استبدلوا السارينة بالإشارات الضوئية، بحس انساني فرض نفسه احتراما لرهبة الحدث.. لكن دموعنا غطت مشهد الأم المكلومة المصدومة فاقدة الإدراك وهى تهدد النائحات.. "محدش يصرخ على بنتى هي بتخاف من الصريخ" !!

وأعتذر عن استخدام تهديدها عنوانا لهذا المقال.. لأن تصريحات وزير طرق نقل الأحياء والأموات  استفزازية، جارحة لكرامة الشعب قبل الحكومة.. إذا كانت تكلفة إصلاح الطريق الاقليمى كما صرح سيادته اليوم هي 50 مليارا، فلتغلقه! أصلح عواره.. راجع أولويات شدة جذبك للاستثمار!! أسرع بتجهيزات مستشفيات المنوفية العاجزة عن مواكبة سرعة وفيات ومصابي طريق الموت!! سيادة الوزير الغاضب لا نطالب بإقالتك، بل بالبقاء لتحمل مسؤولية قبلتها، تعويضا عن تضحياتنا وصبر احتمالنا.. فقدان الحوادث خناجر.. الحزن والفقر والجهل توليفة سامة.. نحتاج ألا نخاف من بكره.  
------------------------
بقلم: منى ثابت

مقالات اخرى للكاتب

مدينتى الفاضلة | محدش يصوت..عشان الوزيرين بيزعل !!